أنا فاشل لم أنجح ولا مرة في حياتي لكن..
الفشل |
قد تستغرب من هذا العنوان لكنه مرآة للواقع الذي أعيش فيه، كافحت منذ صغري من أجل أن أعيش حياة الناجحين كان تفكيري أكبر من سني، كنت أريد النجاح لإنقاذ نفسي وعائلتي من الفقر لكن مازلت فقير لهذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال، النجاح قد يختلف مفهومه من شخص لآخر لكن سنتفق جميعنا أن كل من لديه المال ويعيش بحرية هو إنسان ناجح، وطني لم يعطني شيء حتى العمل بمرتب شهري بسيط بل أشعر في وطني كأنني غريب كأنني مهاجر سري بل المهاجر السري يعيش أفضل مني في وطني، يقولون أنت من يجب أن تعطي لوطنك وليس العكس وأنا أقول كيف سأعطي لوطن لم يحفظ حتى كرامتي لم أعش فيه بحريتي، أحينا يُطرح هذا السؤال "هل ستدافع عن وطنك إن كان هناك هجوم عليه أو ماشابه؟" وجوابي أنا شخصيا لا وألف لا بل يجب أن يدافع عنه من عاشوا في خيراته من صنعوا الثروة من ثرواته من عملوا في مؤسساته وأبنائهم، أما أنا فضائع كالكثير من الشباب في هذه البلاد سواء من يحملون شهادات أو غير الحاملين لها، نحب الوطن ونكره الدولة نكره المسيرين لها نكره إنعدام وجود الكفاءات نكره عدم وجود الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة نكره تواجد المحسوبية والرشوة نكره تواجد خرق القانون والشطط في استعمال السلطة نكره ونكره لكننا نحب الوطن.
يقول المثل "إذا تعرضت للاغتصاب ولم تستطع المقاومة فما عليك سوى الاستمتاع"، الكثير من أبناء الشعوب العربية العاطلين الضائعين يستمتعون لأنهم خائفون من أن يطالبوا بحقهم خائفون من أن يسجنوا لسنوات أو يتم تلفيق التهم زائفة لهم، ونصيحتي في المجتمع الجاهل الذي به نسبة أمية كبيرة لا تُطالب بحقك لأن الأغلبية من الجهلة سيقفون في وجهك وقد يصفونك بالخائن والإنفصالي، في بلدك البائس حاول صُنع الباب الذي لم يُفتح في وجك إعمل في أي عمل مُتاح حتى وإن كان غير مناسب لك ولدراستك، ونصيحة أخرى إفهم اللعبة وإفهم كيف يتحكم المسؤولين في القطيع لكن لا تتدخل إبقى تتفرج فحسب على الأقل أنت لست من القطيع وتعرف الحقيقة، كلامي مشوش كتفكري وربما شوشت حتى تفكيرك عزيزي القارئ ربما جعلتك تتسائل ما دخل الدولة في فشل الشخص، دعني أجيبك وأقول أن الدولة هي أكبر سبب في فشل أي شخص فهي لا تكترث للهدر المدرسي وتقدم تعليم سيء هذا التعليم ينتج لنا إنسان جاهل حاصل على دبلوم، وعندما يذهب هذا الإنسان للبحث عن عمل يُقال له أنه غير مجتهد ولا يستحق هذه الوظيفة وهنا تُحقق الدولة عدة أهداف أولا حصل هذا الشخص على تعليم أمام العالم نقول له أنه شخص متعلم وفي نفس الوقت نجحت في جعله شخص جاهل رغم أنه يحمل شهادة وذو معرفة بسيطة ثم تجعله يشعر بذنب تجعله يشعر أنه الوحيد المسؤول عن فشله رغم أن التعليم السيء الذي تقدمه مؤسسات الدولة هو أكبر سبب.